الثلاثاء، 17 يونيو 2008

الحــزن جــامع..!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدء كنت أنا وهؤلاء
والآن أصبح هؤلاء وضاعت أنا
حين تجد نفسك وقد أصبحت أمرا مباحا لهؤلاء
حين تيقن أنه لم يعد هناك أنا إلاّ بين نفسك وبين الأنا

والأنا ليست غرورا أو أنانية

الأنا ..فقدتها وافتقدتها منذ زمن وبفعل نفسي
احاول ما أمكن بيني وبين أنا أن لا أخسر كل ما آمنت به الأنا
احاول أن امارس بشريتها النقية من خلال احتفاظي بخصوصية علاقتي بالأنا

فهؤلاء ..باتوا ينكرون أني على سطح علاقاتهم إلاّ حين تشوبهم الحياة فيطالبوا الأنا بالمثول
وهي لا تستطيع أن لا تفعل... فقلبها اضعف من أن ينظر لهم بحال المُشفق أو الشامت
وعادة ما يملك صاحب الكلمة طريقة للنجاة ..فيحلم وينسج خيوط احلامه حول نفسه
دفاعا عن ما تبقى فيه من روح
وحتى يثبت لنفسه بأنه ما زال هنا...
غريب هو طبع البشر ...في زمن تناسوا به أن الله سبحانه فوق كل شي وليس القانون
فالقانون وُجِد ليُخرق
ما زالوا لا يحبون تصديق هذه الفكرة
الحياة ... مردها لله سبحانه
ولا يخلدنا سوى عمل أو قول

لو تعلمون كم اشعر بالراحة والرضى لمجرد إيماني بهذا الأمر كفكرة فما بالكم حين يتحول

هذا الإيمان لعمل؟!
" سوي خير وقطه بحر " باعتقادي .. " سوي خير واتركه بيد الله سبحانه "
أنا هنا لأن ارادتي شاءت أن ابقى هنا رغم كل هذا الصخب الملفّق
رغم كل هذا الازعاج الذي يؤرق طمأنينة رضاي
ما زلت املك القدرة على الانصات
ما زلت لا يعجبني مجرد الاستماع
ما زلت احب خوض غمار النفسيات
ما زلت افهم إيماء النوايا
ما زلت احترم أنا لذلك ...ما زلت احبها....

يقول جبران "وحده الحزن قادر على توحيد البشر"

اوافقه الرأي حتما لكن.. من يبقى ضمن محيطي بعد زوال حزنه
هو من ساحتفظ به داخل مذكرات حناني واحساسي
وسيبقى الآخرون في مداري ..لكن لا مساس لاحساس
فرضى الله سبحانه هو من سيدفع بي نحوهم لا اكثر!!